بقلم : ضي القمر

مدونة : حروف متناثرة

---------------------------------------------


إحساس رهيب وأحياناً مميت..

إحساس قادر على أن يهدينا لطرق مسدوده..

إحساس قادر على أن يُخفى النور من أعيننا والرحيق من أيامنا..

إحساس يصيبنا بلا سابق إنذار أحياناً .. وأحياناً يكون من صنع أيدينا نحن،

إحساس ليس بغريب عنا جميعاً.. وجميعنا عايشناه ولو لأوقات قليله.


إحساس الملل.


إحساس رهيب.. إحساس قادر بالفعل على أن يدعونا للأكتئاب..

ولكن كثيراً ما ننقذ أنفسنا منه فى الوقت الصحيح، أو بعدما نتأخر قليلا.. ولكن مادمنا بعيدين عن دائرة الأكتئاب فمازالنا فى الوقت الصحيح.

لا أرمى بكلماتى على نوع معين من الملل.. ولكن الملل بوجه عام.

الملل من الفراغ.. الملل من الروتين.. الملل من الحزن.. الملل من الوحدة.. الملل من النشاط.. الملل من الحياة التى لا تحمل أى هدف.

وهل من الممكن أن نحيا بلا هدف؟؟


نعم.. حياة بلا هدف.. بلا احلام.. بآمال مستحيله تعطينا الطموح والحافز للتغير يومياً.

هدف يهبنا نوع من التغير الدائم.. هدف ربما نحققه ونسعد به وبذاتنا.. وربما نفشل فى تحقيقه أحياناً، ولكن سنكون وقتها نجحنا بشرف التجربه.

وهذا هو الملل الذى اقصده.


ملل من الحياة الروتينه البعيدة عن معاني الأحلام المستحيله.. فما العيب فى أن نحلم أحلاماً مستحيله؟

لا اقصد أن نكون خياليين.. ولكن ما العيب فى أن نحلم بأحلام اكبر من قدراتنا، ونسعى لأن نحقق قدرات خياليه لأحلامنا؟

ما العيب فى أن نطمح فى شىء بعيد عن شخصياتنا.. مادام شيئاً مشروعاً.. حتى ولو كان بعيداً عن قدراتنا الذاتية؟

هل هذا الامر سيكون محبط لنا؟ أم سيبوء بالفشل دائماً؟


أعتقد أنه لا شىء محبط فى الحياة.. سوى أن نحيا ليومنا فقط.. غافلين عن تخطيط مستقبلنا كما نطمح له.

قائلين لأنفسنا المقوله الشهيرة.. ( ليس في الامكان أفضل مما كان )

جمله أراها تحمل الضعف والوهن بين أحرفها.. ولا تدفعنا لأى تقدم أو محاولة للتقدم.

بالطبع كلامى غريب.. ولكنها مجرد افكار رأيتها تأتى وأنا اخط اول كلماتى هنا.

فهل الملل يكون دائما تحت راية اللاهدف..؟

أم يأتى الملل أحياناً من محاولة تحقيق الهدف ولكن بلا أمل؟


أعود مرة آخرى لحالى.. وأتساءل ما هذا الذى أقوله.. وما الذى أريده حقاً.. وما معنى كلماتى؟

لا اريد أى شىء سوى وصف إحساس رهيب، ومدى صعوبته على النفس.. إحساس الملل من الضياع فى دنيانا وكأننا نعيش لأجل يومنا فقط.. ولأجل أن ننتظر اليوم التالى لنقوم فيه بنفس ما قدمناه اليوم من لا شىء.


هل هذا الأمر مريحاً لأحد؟ هل عدم المسؤلية عن حلم أو هدف شىء ممتع؟

أسئله كثيرة.. ولدت من حالة ملل.. وكتبت فى حالة الأفاقة.

ولا اطلب لها اجابات هنا.. لأن نظرتنا لها ستختلف بأختلاف شخصية كلا منا.

فالبعض سيرى اسئلتى عبارة عن متاهة غريبة الأركان..

والبعض الآخر سيرى أننى اختلفت هنا قليلا فقط .

ولكن ما أجمل الاختلاف..

حين يكون نابعاً من إحساسنا بأحاسيس الغير.


---------------------------------------------


رابط الموضوع الأصلي : حالة غريبة، وربما مُختلفة


تدوينات أخرى لـضي القمر:


طيف، سراب، أم بسمة صافية

3 comments

  1. الاختلاف من سمة البشر يعنى شوية يبقى فيه نشاط واخرى يعانى من الكسل والملل
    هذه من وجهة نظرى حالات طارئة تستمر حسب مقاومة الفرد نفسة ومدى استسلامه لها

    8/4/09 14:25

     
  2. مونى الجميله
    هى فعلا حالة طارئة .
    لكن بتكون مدمرة لو زادت عن حدها .
    وقتها مش بتكون مجرد حاله .. لأ ده بيكون مرض .. ومطالب مننا علاج مكثف للنشفى منه
    أشكركِ على ردكِ الغالى ..
    وطبعا الشكر موصول لك اخى مهاجر على طرحك لموضوعى .
    بجد اسعدنى كثيرا أختيارك له .
    تقبل منى تحيتى لشخصك

    10/4/09 00:17

     
  3. Anonymous

    الملل فعلا الملل احساس قاتل..وخصوصا لو حسه الانسان وهو وسط صحبة من البشر حوله بيكون معاهم بجسده فقط أما نفسه وروحه وحيدة ومليئة بالملل

    كلماتك جميلة ضي

    وملامح كلها تميز

    شكرا لروعتكم

    20/4/09 14:47

     

Post a Comment