بقلم: ضي القمر
مدونة: حروف متناثرة
---------------------------------------------
لمحتُ طيفها من بعيد ينادينى .. كانت كالسراب،
ولكن بسمتها المرسومه على ملامحها كانت خير دليل على انها ليست سراب،
أستبقيت نظرى عليها مليا.. ثم ذهبت اعدو لها.. وبداخلى شوق جارف لملامستها.. وسماعها.. ورؤية بسمتها وسماع صدى ضحكاتها.
بدأت الأقتراب منها.. لكني توقفت لوهله قائلة لنفسى:
إنها هى.. إذا فلم يكن ما سمعته حقيقى.. لم يكن ما علمت بأمره سوى خيال، فها هى امامى تبتسم لى وتفتح ذراعيها لأرتمى بحضنها.
أقتربت أكثر منها.. فإذا بها تضمنى لها ووجهها يرسم الابتسامة بريشة من الشوق،فقلتُ لها:
أعذريني.. لأننى لم أودكِ منذ فترة.
فقالت وهى تنسج من الفرحه لباسا لروحها:
لا بل كنتِ معى دوماً.. وكان معى الجميع.. لم تتخلوا عنى.. ولم تتركوا لى الوقت حتى أدرك غيابكم.. فدائماً كنتم معى.. ومازلتم معى بكل لحظه.
فأبتسمتُ لها وعينى تهديها كل معانى الاشتياق، وضممتها لى أكثر فأكثر..
ولكن كان يشغل بالى حينها سؤال يؤرقنى، ولم اود أن اسأله. فها هى امامى.. إذا فلن يفيد سؤالى بشىء.. سوى أنه سيجدد الأحزان.
وبدأت اتخلى عن أفكارى الصامته، وأتحدث معها وتلك الأبتسامة لا تفارقها، وكأنها مرسول أُرسل ليهبنى الفرحه بذلك الوقت.
وفجأة !!!
سمعت صوت رنين مزعج لا اعرف من أين بدأ ولا كيف ينتهى،
بدأت أجول بنظرى لما حولى، فوجدتها تبتعد عن نظرى سريعاً.. ووجدتُ أن المكان أختلف، والضوء خفت، ووجدتُ امامى نافذة مغلقة ينبعث منها بعض من ضوء الشمس الخافت.
فأيقنت ان ما كنت فيه ليس سوى حلم،، حلم أخذنى لمن غابت عنا.. ولم يبقى منها سوى أبهى الذكريات.
تذكرت السؤال الذى كان ينتابنى طوال الحلم. كنت أريد ان أسألها:
هل مازالت بدنيانا.. أم ذهبت حقا لدار البقاء؟
وإذا كانت قد ذهبت.. فكيف لى الآن ان أراها وأخاطبها وألمسها وأضمها لى؟
ولكن حينها ادركت ان صمتى عن سؤالى كان خيراً لى وأحب إلى قلبى.
فيكفينى أن لقائى بها كان لرؤية وجهها الباسم، وضحكتها الصافية البراقة.
يكفينى أنى ضممتها لى.. وشعرتُ بدقات قلبها وجمال روحها،
حقا ياله من حلم..
لم يكن كالحلم، بل كان أصدق من أى حلم
لا بل كان واقعا عايشته واستمتعتُ معه للحظات، فكما كانت هى فى حياتنا البسمة الصافيه.
كانت فى حلمى بسمة صافية وضمة حانيه.
---------------------------------------------
رابط الموضوع الأصلي: طيف، سراب.. أم بسمة صافية
0 comments
Post a Comment