بقلم : طـارق

مدونة : السماء الصافية

-----------------------------------------------


الغاية تبرر الوسيلة.. هذا هو المبدأ الذي إذا ساد في أمة هلكت.

إن العلاقة بين الغاية والوسيلة هى المؤشر لإمكانية النجاح، ومؤشر للعمر المتوقع لهذا النجاح، ووجود الغاية في حد ذاته دليلاً على فرصة النجاح و التطور إلى الأفضل.


أما نوع الوسيلة إلى تلك الغاية؛ فهذا هو ما يحدد مدة بقاء هذا النجاح.

فإذا كانت الوسيلة لا يتم بها التعدي على حقوق الآخرين.. طال بقاء النجاح وعمت الفائدة. أما إذا كانت الوسيلة غير مبررة.. أقتصر النجاح في الغالب على الساعي وراء الغاية؛ الذي دهس في طريقه الكثير من حقوق الآخرين... وبالتالي آجلاً أو عاجلاً تذبل شمعة هذا النجاح لتحرق صاحبها.


أنقسم كثير من الناس في هذا الزمان إلى فريقين:

الفريق الأول.. فريق الغاية تبرر الوسيلة.

أما الفريق الثاني.. فقد أخترع أختراع عجيب جدًا وجديد جدًا.. أختراع الوسيلة تبرر الغاية.

بكل بساطة أستبدل هذا الفريق الوسيلة مكان الغاية.. والغاية مكان الوسيلة، أي أنه وضع العربة أمام الحمار!!

فكيف ذلك؟


نأخذ مثالين أثنين: الإسلام و التعليم،


الإسلام الذي أصبح غاية للعامة.. فأستخدمه الآخرين للبيع والشراء والنصب والوصول إلى السلطة،

ولكن الإسلام في الحقيقة هو الوسيلة للغاية القصوى.. عبادة الله.

الإسلام هو المعادلة التي عدلت بين حقوق الفرد وحقوق الجماعة.

الإسلام هو النظام الشامل المنظم لعلاقة الفرد مع كل ما يحيط به من خلال علاقته بالله.

وبالتالي إذا ما أصبح الإسلام هو الهدف.. أصبحنا بذلك نعبد كل من تأسلم سواء كان ذلك عن جهل أو علم حقيقي. ونتذكر هنا مقولة أبي بكر الصديق: "يا أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"


أما التعليم فهو كارثة هذا القرن، والقرن الذي سبقه،

التعليم من أجل التعليم.. إهدار مهول للطاقات والعقول والأموال، بالرغم من انتشار المدارس والجامعات وسهولة الحصول على المعلومات؛ إلا ان نسبة الجهل عظيمة جدًا مقارنة بالحال من ألف سنة مضت على سبيل المثال.


نضع القيود حول أجسادنا ثم نتعجب عن سبب تأخرنا عن الركب..

و لكن إذا ما أردنا أن نلحق بالركب، بل ونجعل الركب يحاول اللحاق بنا.. علينا أولا ً أن نسير على أقدامنا لا على أيدينا.



رابط الموضوع الأصلي : الغاية والوسيلة





0 comments

Post a Comment